الرئيسية / مقالات / دحلان : رؤية ووضوح لتطلعات شعب محتل وللحرية طموح

دحلان : رؤية ووضوح لتطلعات شعب محتل وللحرية طموح

بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

يطل علينا القيادي ” محمد دحلان ” بحديث متلفز عبر كلمته في “منتدى الغد” للشرق الأوسط حول الأوضاع السياسية الفلسطينية، والرؤية في إدارة الصراع مع الاحتلال وضرورة إيجاد حل عادل ومناسب يضمن حقوق شعبنا ونضالاته، من خلال التوصل لحل تفاوضي عادل وشامل يقوم على فكرة حل الدولتين.
تأتي كلمة القيادي ” دحلان ” في ظل الحالة التراكمية الانقسامية والانهزامية التي تشهدها الساحة الفلسطينية من جهة، وفي ظل سيل المؤامرات المتعاقبة ضد عدالة قضيتنا سوآءا إسرائيلياُ وأمريكياً أو محورياً، وفي خضم تضارب تصريحات الساسة والمسؤولين الفلسطينيين وتشعب جوانبها دون هدف واضح لأفق من الممكن أن يبنى عليه رؤية وطنية لها من الأسس والملامح نصيباً في كيفية إدارة الصراع مع الاحتلال، والتوصل لحلول مشتركة تصل بشعبنا إلى بر الأمان.

القيادي ” محمد دحلان ” أوجز وبالمختصر المفيد الرؤية الوطنية لشعب محتل يتطلع للحرية وإقامة دولته المستقلة خلال تأكيده في كلمته على الثوابت الفلسطينية لعدالة القضية وعلى رأسها القدس المحتلة والمقدسات بشقيها الإسلامي والمسيحي ، وحل عادل لقضية اللاجئين رغم القررات الإدارة الأمريكية الجائرة التي تصب في مصلحة دولة الاحتلال وتنحاز لها دون مراعاة للموقف الإنساني والسياسي للفلسطينيين ، و الذي لا بد أن يكون حاضراً من أجل انهاء الصراع على أسس ثابتة وواضحة المعالم، ولا سيما والحديث يدور عن ما يسمى ” صفقة القرن”.

القيادي ” دحلان ” أوضح خلال كلمته في “منتدى الغد” للشرق الأوسط أن على الإدارة الامريكية الجديدة أن تعالج بنود الصراع للقضية الفلسطينية وفق رؤية مشتركة وليست منفردة كما نشاهد من تسريب لبعض بنود ” صفقة القرن” وخصوصاُ بما يتعلق بالمقدسات التي ستؤدي إلى زيادة وتيرة الصراع والمواجهة نظراً للانحياز المطلق والتام لتطلعات ورغبة الاحتلال، والتغاضي عن وجود شعب محتل له حقوق وثوابت ومقدسات نصت عليها الأعراف والمواثيق الدولية واتفاقية “أوسلو” التي وأدت معالمها دولة الاحتلال قبل ميلادها.

أكد القيادي ” دحلان ” في خلال كلمته على أن الفلسطينيين والإسرائيليين ليس لديهم الجهوزية لأفكار تعرض فقط في الهواء، والتي أوضح بأنها لا تراعي مصالح شعبنا الفلسطيني والمصالح العربية، مما يجعل الأمر أكثر تعقيداُ دون أي إيجابية تذكر، نظراُ لعدم وجود واقع عملي مملوس قادر على احداث حالة من التغيير في إيجاد حلول موضوعية ومقبولة يبنى عليها كقواسم مشتركة في عملية المفاوضات وانهاء الصراع والسير نحو الحل العادل في فكرة الدولتين، في ظل مرور أكثر من ربع قرن على توقيع اتفاقية “أوسلو”.

استعرض القيادي ” محمد دحلان ” بشكل واضح ما هو المطلوب من أجل انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ؟، مع التأكيد بأن القضية الفلسطينية العنوان العام للصراع العربي الإسرائيلي رغم بعض المظاهر هنا أو هناك، والتي لم ترتق للمفهوم العربي نحو التطبيع، في ظل المحاولة الشرسة لإظهار الصورة بغير واقعها التي يسعى الاحتلال لها، لأن الشعوب العربية لديها قناعات راسخة بأن القضية الفلسطينية قضية عربية والمقدسات بشقيها إسلامية ومسيحية.

القيادي ” محمد دحلان ” ومن خلال كلمته أكد على أن فكرة حل الدولتين ليست بالقائمة، نظراً لتعنت حكومة الاحتلال وسياستها القمعية ضد شعبنا وأن فكرة حل الدولتين لم عد وجود لها، مما يأخذنا نحو فكرة حل الدولة الواحدة، الذي سيزيد الصراع والمواجهة أكثر تعقيداً وإلى مدى الحياة.

الرؤية المختصرة التي أوضحها القيادي” محمد دحلان ” خلال كلمته في ” منتدى الغد” للشرق الأوسط، هي حالة تعبيرية وموضوعية تقوم على محاكاة المنطق في كيفية الوصول إلى علاج للأزمة وإدارة الصراع مع الاحتلال، مع الاحتفاظ في الثوابت الوطنية لعدالة القضية وعنوانها القدس الشرقية والمقدسات وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين تم طردهم وتهجيرهم من أراضيهم، والرفض الوطني لأي تسويات تنازلية مجحفة تصب في مصلحة الاحتلال والتي بات عنوانها بما يعرف في ” صفقة القرن”.

وهنا لا بد من الساسة والمسؤولين الفلسطينيين التقاط الفرص ، من خلال قراءة ما يتم طرحه من الشخصيات الفلسطينية ، وأخذه على محمل الجد والأهمية ، من أجل الخروج من حاله التيه السياسي ووأد الانقسام واستعادة الوحدة ،ومواجهة الأخطار المحدقة بشعبنا وقضيتنا يداً بيد وعلى قلب رجل واحد ، وأن نبتعد كل البعد عن تقزيم الأمور التي تتعلق في المصير الوطني ووضعها في مكانها التي تستحق ، لأن القضية الفلسطينية وعدالتها بحاجة دوماً إلى شخوص واثقة وقوية تعبر عنها في المحافل الدولية دون أي التباس أو تشعبات أو انتقاص أو مهادنة.

شاهد أيضاً

ليس حرا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة

هذه المقولة للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وتعني أن الحرية لا تقتصر على الحرية الشخصية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *