الرئيسية / مقالات / طقس الوطن .. سياسيا !

طقس الوطن .. سياسيا !

بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

لقد بات من الواضح أن المشهد العام للحالة السياسية الفلسطينية، قد أصبح يمتاز بمناخ سياسي واحد، سمته تتطابق تشابهاَ مع فصل الشتاء المصحوب بالعواصف والرياح والمنخفضات، بفعل العديد من العوامل التي أثرت به، ولا سيما وأهمها الانقسام السياسي الذي أضحي واقعاً ملموساً متمترساً في كافة زوايا وأركان المجتمع الفلسطيني، ومن الصعب التغيير أو التأثير به نظراً لعدم توافر الإرادة الوطنية لدى طرفي الانقسام رغم جولات وصولات المصالحة التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام المصحوبة بالابتسامات اللحظية التي توحي على عدم صدق النوايا ، وأن كل ما يتم مشاهدته ما هو عبارة إلا عن بروتوكولاً وجب الالتزام به .

شهد طقس الوطن “سياسياً” خلال الأيام القليلة الماضية لقاءاً للفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية ” موسكو ” والذي للأسف لم ينتج عن ذلك اللقاء إلا تطرفاً في الانقسام والبغضاء وسيل من التصريحات المشحونة بإلقاء اللوم كلٌ على الاخر من قبل طرفي النزاع والخلاف، دون الاحتكام للضمير الوطني في نظرة ولو إنسانية للحالة العامة التي يعانيها الانسان الفلسطيني جراء ما لحق بكافة جوانب حياته من تدهور وموت بطيء لكل معاني الحياة اليومية، بعيداً كل البعد عن الخوض في تفاصيل شيطانية مرهقة ومزعجة على عاتق من تقع مسؤولية الانقسام وتثبيت جذوره ليصبح واقعاً لا مفر منه.

في ذات السياق … شهدت مواقع التواصل الاجتماعي على الساحة الفلسطينية في اليومين الأخيرين حالة من الاستفتاء على شرعية رئيس السلطة “محمود عباس” بين شعار ” اخترناك ” وشعار ” ارحل ” وكما شهد قطاع غزة حالة ميدانية للتعبير عن مضمون الشعارين، وذلك من خلال الخروج للشوارع والاعلان عن الحالة السياسية بين مؤيد ومعارض لشرعية رئيس السلطة.

وللحديث بموضوعية أكثر، وبعيدا عن الشرعيات، فالسؤال الأكبر لماذا غفل مؤيدين رئيس السلطة، عن أسباب رفض شرعية الرئيس عباس؟ أليس هي السياسات والإجراءات المتمثلة بمسلسل العقوبات التي يفرضها صاحب الشرعيات على غزة، والتي طالت كافة الصعد والمستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والحياتية على حد سواء، ولو أردنا اخضاع الأمر إلى سؤال اخر في ذات السياق، ما هو المانع الحقيقي الذي يمنع رئيس السلطة أن ينظر إلى غزة وأهلها بعين الرأفة والاعتبار؟ بعيداً عن سخافة الجواب الأرعن بأن غزة اقليماً متمرداً أو خارج الصف الوطني! ، وأن يكون الرئيس رئيساُ حقيقياً لكل أطياف شعبنا الفلسطيني.

والسؤال الاخر وبموضوعية للذين رفعوا شعار “ارحل يا عباس”، هل يكمن في “ارحل” لا غير…؟، أم هناك برامج واليات عملية تمتلكونها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للواقع الفلسطيني العام!، أم كل المرجو والمطلوب اعلان صوت المعارضة من أجل المعارضة ليس إلا. !، في ظل الواقع الصعب والمرير الذي حصده شعبنا من سنوات الانقسام السياسي البغيض.

رسالتنا إلى طرفي الانقسام مع رفضنا الوطني المطلق لكافة الاعتقالات السياسية في شقي الوطن ولا سيما الأخيرة التي جاءت على خلفية حرية التعبيرعن الرأي ما بين مؤيد ومعارض لشعار اخترناك وشعار ارحل ، ولهذا نقول … بعد التجارب الفاشلة في إتمام المصالحة الوطنية وضياع الوقت الوطني في صولات وجولات تصالحية بروتوكولية ليس إلا..، عليكم اللجوء إلى قاسم فلسطيني مشترك تقع على عاتقه المسؤولية في تقريب وجهات النظر العملية، وتخطي الفجوات والمنعطفات التي تعطل الوفاق المبدئي للمصالحة، وأن تبيتوا النية للإرادة الوطنية الداعمة للملمة الشمل واستعادة الوحدة الوطنية.

وفي ذات السياق نقول … القاسم الوطني الفلسطيني لحل الأزمة السياسية ولإعادة اللحمة موجود، وما على طرفي الانقسام إلا التقرب منه أكثر، والنظر إليه بعين الموضوعية والرؤية الهادفة البناءة، حتى يتمكن القاسم المشترك من تخطي الحواجز والحدود، لكي نصل جميعاً كفلسطينيين إلى نظام سياسي قوي ومتين عنوانه الشراكة السياسية النابعة من وحدة الهدف ذات المصير المشترك، حتى لا نكون جميعاً مثل سفينة ” تيتانك ” كانت تغرق وجميع ركابها يتقاتلون على الكراسي.!؟

شاهد أيضاً

ليس حرا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة

هذه المقولة للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وتعني أن الحرية لا تقتصر على الحرية الشخصية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *