الرئيسية / مقالات / منظمة الدرع حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والاستغلال

منظمة الدرع حماية الأطفال من كافة أشكال العنف والاستغلال

عندما تندلع الحرب، يصبح الأطفال الحلقة الأضعف في غمارها. تطالهم الأعمال العدائية، فيقعون في مرمى مخاطر لا تحصى، ويُحرمون من أجمل سنوات الطفولة. ومن ثم، فإن حماية الأطفال مهمة في غاية الأهمية، فهم قبل كل شيء الحاضر والمستقبل

يعاني ما ينوف على واحد من كل عشرة أطفال حول العالم من النزاعات المسلحة في الوقت الحاضر، يبحث كل منهم على طرق للتعايش مع الفوضى التي تسببها الحرب. ورغم ما يكفله القانون لهم من حماية، لا تزال الأخطار تحدق بهم من كل جانب؛ تجندهم القوات المسلحة والجماعات المسلحة وتستغلهم، أو يتفرق شملهم عن عائلاتهم، أو تدفعهم الظروف إلى ترك بيوتهم، أو يُحرمون من التعليم، أو يُقتلون أو يُشوَّهون، أو يتعرضون لاعتداءات جنسية.

في عام 1989. فعلى خلفية التغييرات التي كان يشهدها النظام العالمي آنذاك، اجتمع قادة العالم وتعهدوا بالتزام تاريخي لأطفال العالم، وأطلقوا وعداً لجميع الأطفال بأن يحموا حقوقهم ويسعوا لإعمالها، وذلك من خلال إقرار إطار قانوني دولي — ألا وهو اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة
تتضمن هذه الاتفاقية فكرة عظيمة الأهمية: أن الأطفال ليسوا مجرد تابعين يخصّون والديهم وتُتخذ القرارات بالنيابة عنهم، أو أنهم في طور التدريب ليصبحوا بالغين. وإنما هم كائنات بشرية وأفراد يتمتعون بحقوق خاصة بهم. وتقول الاتفاقية إن مرحلة الطفولة منفصلة عن مرحلة البلوغ، وإنها تستمر حتى سن الثامنة عشرة؛ وإنها فترة خاصة ومحمية يجب أن يتاح للأطفال خلالها أن ينموا ويتعلموا ويلعبوا ويتطوروا ويزدهروا بكرامة. وقد أصبحت الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي تحظى بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ، وساعدت على إحداث تحول في حياة الأطفال.

ما الذي حققته الاتفاقية؟
هذه الاتفاقية هي اتفاقية حقوق الإنسان التي حظيت بأكبر عدد من المصادقات في التاريخ. وقد ألهمت الحكومات لتغيير قوانينها وسياساتها وتخصيص استثمارات كي يتمكن عدد أكبر من الأطفال من الحصول على ما يحتاجونه من رعاية صحية وتغذية ليتمكنوا من البقاء والنماء، وبات هناك ضمانات أقوى لحماية الأطفال من العنف والاستغلال. كما أتاحت الاتفاقية لعدد أكبر من الأطفال أن يوصلوا أصواتهم ويشاركوا في مجتمعاتهم.

الطفولة اليوم: تهديدات جديدة، وفرص جديدة
على الرغم من هذا التقدم، ما زالت الاتفاقية غير منفذة تنفيذاً كاملاً أو معروفة ومفهومة على نطاق واسع. وتستمر معاناة ملايين الأطفال من الانتهاكات لحقوقهم عندما يُحرمون من الحصول على قدر كافٍ من الرعاية الصحية والتغذية والتعليم والحماية من العنف. وما زالت الطفولة تُبتر عندما يُجبر الأطفال على ترك مدارسهم أو القيام بأعمال خطرة أو الزواج أو القتال في الحروب أو عندما يُحتجزون في السجون المخصصة للبالغين.

وثمة تغييرات عالمية، من قبيل صعود التقنيات الرقمية، وتغير المناخ، والنزاعات التي تستمر لفترات طويلة، والهجرة الجماعية، وهي تؤدي إلى تغيير الطفولة تغييراً تاماً. ويواجه الأطفال حالياً تهديدات جديدة لحقوقهم، بيد أنهم يحظون بفرص جديدة لإعمال حقوقهم.

ما يجب أن يحدث
لقد كانت آمال قادة العالم ورؤيتهم والتزامهم في عام 1989 هي ما قاد إلى إقرار الاتفاقية. ويتوقف الأمر على الجيل الحالي لمطالبة قادة العالم من الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمعات المحلية بإنهاء انتهاكات حقوق الطفل الآن وإلى الأبد. ويجب أن يلتزموا بالعمل للتحقق من أن كل طفل يتمتع بكل حق.

شاهد أيضاً

ليس حرا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة

هذه المقولة للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وتعني أن الحرية لا تقتصر على الحرية الشخصية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *